خصائص ذوي صعوبات التعلم
إن التلاميذ الذين يعانون من صعوبات التعلم ليسول
مجموعة متجانسة، وبالتالي فإن من الصعب الحديث عن مجموعة من الخصائص يتصف بها كل
طالب يعاني من صعوبات التعلم لذا سنحاول إيجاز أكثر الخصائص شيوعا لدى هذه الفئة
كمجموعة غير متجانسة، وهذا يعني أن بعض تلك الخصائص يمكن ملاحظتها لدى الطالب
الذي يعاني من صعوبات تعلم، بينما قد لا ينطبق البعض الآخر على نفس
الطالب. وتتفق معظم المصادر على الخصائص التالية باعتبارها الأكثر
شيوعا.
وتتمثل في انخفاض التحصيل الواضح في واحدة أو أكثر
من المهارات الأكاديمية الأساسية المتمثلة في القراءة والكتابة
والحساب.
- من مظاهر الصعوبات الخاصة في القراءة ما يلي:
ü حذف بعض الكلمات في الجمل المقروءة أو حذف جزء من الكلمة
المقروءة.
ü إضافة بعض الكلمات إلى الجملة المقروءة أو إضافة المقاطع أو الأحرف إلى
الكلمة المقروءة.
ü إبدال بعض الكلمات المقروءة في الجملة بكلمات أخرى قد تحمل معنى الكلمة
المبدلة.
ü إعادة قراءة بعض الكلمات أكثر من مرة عند قراءة الجملة.
ü قلب وتبديل الأحرف وقراءة الكلمة بطريقة عكسية.
ü صعوبة في التمييز بين الأحرف المتشابهة كتابة والمختلفة لفظا عند
القراءة وكذلك صعوبة في التمييز بين الأحرف المتشابهة لفظا والمختلفة كتابة عند
القراءة.
ü صعوبة تتبع مكان الوصول في القراءة وبالتالي صعوبة في الانتقال إلى
السطر الذي يليه أثناء القراءة.
ü السرعة الكبيرة أو البطء المبالغ فيه في القراءة.
- مظاهر الصعوبات الخاصة بالكتابة فتتمثل فيما
يلي:
ü كتابة الجملة أو الكلمات أو الأحرف بطريقة معكوسة من اليسار إلى اليمين
كما تبدو في المرآة.
ü كتابة الكلمات أو الأحرف من اليسار إلى اليمين بدل
كتابتها من اليمين إلى اليسار.
ü كتابة أحرف الكلمات بترتيب غير صحيح حتى عند نسخها.
ü الخلط في الكتابة بين الأحرف المتشابهة.
ü عدم الالتزام بالكتابة على الخط بشكل مستقيم وتشتت الخط وعدم
تجانسه في الحجم والشكل.
- أما مظاهر الصعوبات في الحساب فتتركز حول الارتباك في تمييز الاتجاهات
وتشمل:
ü الخلط وعدم معرفة العلاقة بين الرقم والرمز الذي يدل عليه أثناء الكتابة
عند سماع صوت الرقم.
ü الصعوبة في التمييز بين الأرقام ذات الاتجاهات المتعاكسة اليمين واليسار
والأعلى والأسفل عند الكتابة.
ü عكس الأرقام الموجودة في الخانات المختلفة كالخلط بين الأرقام في خانات
الآحاد والعشرات.
ü صعوبة في استيعاب المفاهيم الخاصة الأساسية في الحساب كالجمع والطرح
والضرب والقسمة.
ü القيام بإجراء أكثر من عملية كالجمع والطرح في مسألة واحدة مع أن
المطلوب هو الجمع فقط مثلا.
ü الحاجة إلى وقت كبير لتنظيم الأفكار.
ü ضعف القدرة على التجريد (المحسوس أسهل وأوضح).
2- الخصائص اللغوية:
يمكن أن تظهر لمن لديهم صعوبات تعلم مشكلات في كل
من:
أ)
اللغة الاستقبالية: القدرة على استقبال وفهم اللغة، واللغة الاستقبالية تدخل في مهارات عدة
منها القدرة على فهم الأسئلة واتباع الإرشادات...الخ.
ب)
اللغة التعبيرية: القدرة على أن يعبر الفرد عن نفسه لفظيا، ويؤثر هذا النوع من اللغة في
عدة مهارات تواصلية كالوقوع في أخطاء تركيبية ونحوية أثناء حديثه أو حذف بعض
الكلمات من الجمل التي يقولها...الخ.
ج)
اللغة الاستقبالية والتعبيرية: وذلك يعني أن الطفل قد يكون يعاني من كلا النوعين الاستقبالي وتعبيري
مما يجعل مشكلته أكثر تعقيدا.
3- الخصائص الحركية:
وذلك يشمل كل من الحركات الكبيرة والدقيقة والتي
غالبا ما يعاني طفل صعوبات التعلم من قصور فيها، بالإضافة إلى المشاكل التي ترتبط
بما يسمى بمهارات الإدراك الحركي التي كانت الأساس في تشخيص الأطفال المصابين بتلف
طفيف في الدماغ.
· من أهم المشكلات الحركية الكبيرة: التوازن العام والذي يظهر على شكل مشاكل في المشي والرمي والإمساك أو
القفز أو مشي التوازن.
· من أهم المشكلات الحركية الدقيقة: تظهر على شكل ضعف في الرسم والكتابة واستخدام المقص.
بشكل عام، نلاحظ أن مثل هذا
الطفل يرتطم بالأشياء بسهولة ويتعثر أثناء مشيه ولا يكون متوازنا، وتكون
لديه صعوبة في المشي أو ممارسة الألعاب التي تتطلب استخدام العضلات
أو في استخدام أدوات الطعام كالمعلقة والشوكة والسكين أو في استخدام يديه في
الكتابة والتلوين والقص بالإضافة إلى خلط واضح بين الجهات كاليمين
واليسار.
من أهم هذه المشكلات التي تميز هذه الفئة عن غيرها
ما يلي:
ý النشاط الحركي الزائد.
ý الانسحاب الاجتماعي
ý التغيرات الانفعالية السريعة.
ý سلوك غير اجتماعي.
ý القهرية أو عدم الضبط.
ý سلوك غير ثابت.
ý تكرار غير مناسب لسلوك ما.
إضافة إلى الخصائص السابقة المميزة لذوي صعوبات
التعلم، فإنهم أيضا يعانون من بعض الصعوبات والمشكلات التي يمكن تلخيصها في النقاط
التالية:
1- اضطرابات في الذاكرة والتفكير: وتتمثل في الضعف في كل من الذاكرة السمعية والبصرية وصعوبة في استدعاء
الخبرات المتعلمة، وصعوبات في تعلم المفاهيم المجردة.
ويمكن أن ترجع هذه الاضطرابات للصعوبات في الانتباه
والإصغاء والاستيعاب اللفظي والمشكلات الإدراكية.
2- صعوبات في الإدراك: ترتبط بالمشكلات في مجال الإدراك السمعي والبصري وفهم واستيعاب
المعلومات التي يحصلوا عليها من خلال حواسهم المختلفة، وسيتم تفصيل أنواع صعوبات
الإدراك على النحو التالي:
أ)
صعوبات في الإدراك البصري: الإدراك البصري عبارة عن عملية مركبة من استقبال دمج تحليل المثيرات
البصرية بواسطة فعاليات مركبة عقلية، والأطفال الذين يعانون من خلل في الإدراك
البصري يعانون من:
ý تشويش في الإدراك البصري أي تشويش في استقبال وتنظيم وفهم معنى المثير
البصري مع أن مركبات العين سليمة.
ý صعوبة التمييز بين الأشياء والعلاقات التي ترتبط بينها في الحيز، لذلك
يفقدون ثقتهم بأنفسهم لأنهم يدركون عالمهم بطريقة مشوشة وغير صحيحة.
ý ضعف الذاكرة البصرية فهم لا يستطيعون تذكر الكلمات التي سبق أن
شاهدوها.
ب)
صعوبات في الإدراك السمعي: فالأطفال الذين يعاون من خلل في الإدراك السمعي يعانون من:
ý سماع أصوات وأنغام مختلفة وذلك يؤدي إلى فهم خاطئ لهذه
الأصوات.
ý صعوبة تذكر الأشياء التي سمعوها.
ý صعوبة التمييز بين الكلمات المتشابهة.
ý وجود صعوبة في القراءة وذلك بسبب صعوبة تذكر المقطع الصوتي الذي ذكر من
قبل المعلم.
ý صعوبة في تمييز مصدر الصوت والتمييز بين الكلمات.
ý صعوبة في إخراج نبرات صوتية مختلفة ودمج أصوات كلامية.
ج) صعوبات في إدراك الحيز: إدراك الحيز هو إدراك الشيئ
والشخص الذي ينظر إليه، وفهم المصطلحات مثل أمام، خلف، فوق، تحت، بجانب، وكذلك
إدراك مكان وجود الشخص بالنسبة لشيئين أو غرضين، والأطفال الذين لديهم صعوبة في
إدراك الحيز يعانون من صعوبات مثل:
ý التعرف على اتجاه الخطوط
ý التعرف على جغرافية البلاد عن طريق استعمال خارطة
ý التمييز بين اليمين واليسار
ý تنظيم عقارب الساعة
ý فهم مصطلحات داخل، خارج، قبل....الخ
ý عكس الأرقام والأحرف.
3- دلالات عصبية وظيفية: تتمثل في بعض المؤشرات على الاضطرابات الوظيفية في الجهاز
العصبي.
v في بعض الأحيان يمكن أن تظهر على نحو عدم انتظام في تخطيط الدماغ عندما
يكون هناك تلف دماغي.
v وفي أحيان أخرى تظهر مؤشرات على اضطرابات عصبية غير
مرتبطة بتلف الدماغ وتسمى في العادة باضطرابات وظيفية كالاضطرابات في التآزر أو في
عمليات الإدراك أو التوازن الحركي.
4- النشاط الزائد: حركة زائدة وغير منسجمة مع متطلبات الموقف أو المهمة التي يقوم الطفل
بأدائها.
5- الاضطرابات الانفعالية: تقلب مزاج عدم الاستقرار العاطفي وزيادة القلق والاضطرابات السلوكية
المختلفة، ولقد أشارت الدراسات إلى وجود علاقة ارتباطية عالية بين صعوبات التعلم
وجنوح الأحداث.
6- الاندفاعية: وتشير إلى التسرع في السلوك دون التفكير في نتائجه، وتعكس هذه الصفة
ضعف التنظيم والتخطيط لمواجهة المواقف أو المشكلات التعليمية وغيرها.
وترتبط بدرجة عالية بخاصية النشاط الزائد، وعليه
فإن السلوك الاندفاعي يحرم الطفل من التفكير المنطقي لحل
المشكلات.
7- الخمول وقلة النشاط: هناك فئة من صعوبات التعلم تعاني من الخمول وقلة النشاط ويوصفون بأنهم
هادئون وميالون للكسل، ويعود هذا الخمول لعدة أسباب منها: ضعف الدافعية، عدم الثقة
في القدرة على النجاح بالمهمات، الاعتمادية على الآخرين.
8- الانسحابية: وهي شكل متطرف من الاضطراب في العلاقات مع الآخرين، وتبدأ بالانفصال عن
الآخرين في أغلب الأوقات لأسباب ليست ضمن سيطرة الشخص، ثم يأخذ الفرد بالانسحاب
بشكل متعمد أكثر فأكثر.
وبعض ذوي صعوبات التعلم ينزعون للانسحابية نتيجة
خبرات الفشل التي يمرون بها مع الآخرين، وعدم القدرة على بناء علاقات مع الآخرين
بسبب نقص المهارات الاجتماعية.
9- ضعف الثقة بالذات: ويشتمل مفهوم الثقة بالذات على مفاهيم ذاتية سلبية أو متدنية، حيث يحط
الفرد من قدر نفسه، وينظر إليها نظرة دونية، كما أنه يهتم بما يفكر به الناس
الآخرون حوله وما يشعرون به نحوه نتيجة لافتقاده لثقته بنفسه.
10- القلق: يعرف القلق بأنه حالة من الشعور بعدم الارتياح والاضطراب المتعلق
بالمواقف المستقبلية.
11- العدوانية: وتعرف العدوانية على أنها السلوك الذي يؤدي إلى إلحاق الأذى والضرر
بالذات وممتلكاتها، وقد يكون إلّى نفسي أو جسدي.
12- نقص في القدرة على التعبير عن المشاعر: يعاني ذوي صعوبات التعلم من مشكلة في التعبير عن المشاعر في المواقف
المناسبة، واختيار الانفعالات المناسبة لهذه المواقف.
13- صعوبات في مهارات الحياة الاجتماعية: يواجه الأفراد ذوي صعوبات التعلم مشكلات في تلبية
المتطلبات الاجتماعية الأساسية للحياة اليومية، من مثل الترحيب بالآخرين، وتقبل
النقد، وتلقي المديح من الآخرين، وإعطاء تغذية راجعة إيجابية.
14- اضطرابات في الانتباه: وتتمثل في ضعف القدرة على التركيز والقابلية العالية
للتشتت وضعف المثابرة على أداء النشاط وصعوبة نقل الانتباه من مثير لآخر. وبطبيعة
الحال فإن العلاقة بين النشاط الزائد واضطرابات الانتباه علاقة قوية.
يلاحظ من الخصائص السابقة أن معظمها ليس مقصورا على
ذوي صعوبات التعلم، بل أن معظمها يمكن ملاحظته لدى المعاقين عقليا، أو الذين يعانون
من اضطرابات سلوكية.وتبقى المشكلات الأكاديمية المحددة والتناقض بين الأداء
الأكاديمي المتوقع في ظل القدرة العقلية العادية لذوي صعوبات التعلم من أبرز
الخصائص المميزة لهم والتي يجمع عليها المختصون في مجال صعوبات
التعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق